صدمة لبنان- تصفية حزب الله.. خيانة وصفقة إقليمية قادمة؟

المؤلف: حسين شبكشي11.19.2025
صدمة لبنان- تصفية حزب الله.. خيانة وصفقة إقليمية قادمة؟

لا يزال الذهول والصدمة العميقة يخيمان على التحليلات الجارية لما شهده لبنان من عملية تصفية "جراحية" فائقة الدقة والتكامل، مكنت إسرائيل ببراعة من تفكيك هيكل تنظيم حزب الله بالكامل في غضون ثلاثة أيام فقط. ولا يزال النقاش دائراً لفهم حجم الاختراق المذهل الذي طال "النخاع الشوكي" لمنظومة الحزب، بينما يرى البعض الآخر أن "الخيانة" هي المسمى الأدق لما حدث.

إن وصف "الخيانة" يتردد صداه بقوة لوصف تلك الصفقة المشؤومة التي تم بموجبها التخلص من رموز الحزب كافة، بما في ذلك أمينه العام وقائده الروحي ذو الشعبية الجارفة، حسن نصر الله. بيد أن هذا الحدث الجلل قد أثار تساؤلاً مصيرياً آخر: هل سيبقى ما حدث في لبنان حبيس حدوده، أم أنه سينتشر إلى مناطق أخرى؟ تماماً كما حدث سابقاً مع الحرب الأهلية اللبنانية، التي تكررت بنسخ متباينة في العراق وليبيا وسوريا والصومال واليمن والسودان لاحقاً.

إن تكرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعبارة "أنه سيغير وجه منطقة الشرق الأوسط" يثير القلق العميق بشأن طبيعة التغيير الذي يصبو إليه. فالجميع يتذكرون مقولة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الشهيرة، عندما بشرت بأن الشرق الأوسط على موعد مع "الفوضى الخلاقة". وكان الزلزال الأول الذي ضرب المنطقة في أعقاب ذلك هو اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري على يد تنظيم حزب الله، دون إغفال التداعيات الكارثية لغزو أمريكا بقيادة المحافظين الجدد للعراق، وما أعقبه من فوضى عارمة اجتاحت المنطقة مع أحداث ما سمي بالربيع العربي.

وثمة محاولات دؤوبة لفهم تفاصيل تلك الصفقة الخبيثة التي باعت إيران بموجبها حزب الله وحسن نصر الله. ولعل أبلغ وصف لهذا المشهد المؤلم هو ما قيل بحق تجار بازار السجاد العريق في إيران، فهم يعشقون السجاد حد الهيام، وينذرون حياتهم لحياكة تحف فنية تنتقل من جيل إلى جيل، وصولاً إلى أربعة أجيال كاملة لأجل إبداع سجادة فريدة، ولكنهم في نهاية المطاف يبيعونها بلا تردد!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة